الحكم والأمثال في شعر المتنبي

ذريني أنل ما لا ينال من العلى فصعب العلى في الصعب والسهل في السهل
تريدين لقيان المعالي رخيصة و لا بد دون الشهد من ابر النحل




وقد يتزيا بالهوى غير أهله ويستصحب الإنسان من لا يلائمه



واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام



كل عيش ما لم تطبه حمام كل شمس ما لم تكنها ظلام



وما انتفاع أخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار والظلم



شر البلاد مكان لا صديق به وشر ما يكسب الإنسان ما يصم




على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم


إذا كان الشباب السكر والشيب هما فالحياة هي الحمام
وما كل بمعذور ببخل ولا كل على بخل يلام


ذل من يغبط الذليل بعيش رب عيش أخف منه الحمام
كل حلم أتى بغير اقتدار حجة لا جيء إليها اللئام
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام


اذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر صغير كطعم الموت في أمر عظيم


يرى الجبناء ان العجز عقل وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تغني ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وكم من عائب قولا صحيحا وافته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الأذان منه على قدر القرائح والعلوم


والهم يخترم الجسيم نحافة ويشيب ناصية الصبي ويهرم
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم


لا يخدعنك من عدو دمعه وارحم شبابك من عدو ترحم